سورة يونس - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (يونس)


        


قوله عز وجل: {رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ} أي أهلكها، قاله قتادة. فذكر لنا أن زروعهم وأموالهم صارت حجارة منقوشة، قاله الضحاك.
{وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ} فيه أربعة أوجه:
أحدها: بالضلالة ليهلكوا كفاراً فينالهم عذاب الآخرة، قاله مجاهد.
الثاني: بإعمائها عن الرشد.
الثالث: بالموت، قاله ابن بحر.
الرابع: اجعلها قاسية.
{فَلاَ يُؤْمنُوا حَتَّى يَرَُواْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ} قال ابن عباس هو الغرق.
قوله عز وجل: {قَالَ قَدْ أُجِيبت دَّعْوَتُكُمَا} قال أبو العالية والربيع: دعا موسى وأمَّن هارون فسمي هارون وقد أمّن على الدعاء داعياً، والتأمين على الدعاء أن يقول آمين.
واختلف في معنى آمين بعد الدعاء وبعد فاتحة الكتاب في الصلاة على ثلاثة أقاويل:
أحدها: معناه اللهم استجب، قاله الحسن.
الثاني: أن آمين اسم من أسماء الله تعالى، قاله مجاهد، قال ابن قتيبة وفيه حرف النداء مضمر وتقديره يا آمين استجب دعاءنا.
الثالث: ما رواه سعيد عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «آمين خَاتَمُ رَبِّ الْعَالَمِينَ عَلَى عِبَادِهِ المُؤْمِنِينَ» يعني أنها تمنع من وصول الأذى والضرر كما يمنع الختم من الوصول إلى المختوم عليه.
وفرق ابن عباس في معنى آمين بين وروده بعد الدعاء وبين وروده بعد فاتحة الكتاب فقال: معناه بعد الدعاء: اللهم استجب، ومعناه بعد الفاتحة: كذلك فليكن.
قال محمد بن علي وابن جريج: وأخّر فرعون بعد إجابته دعوتهما أربعين سنة.
{فَاسْتَقِيمَا} فيه وجهان:
أحدهما: فامضيا لأمري فخرجا في قومهم، قاله السدي.
الثاني: فاستقيما في دعوتكما على فرعون وقومه، وحكاه علي بن عيسى.
وقيل: إنه لا يجوز أن يدعو نبي على قومه إلا بإذن لأن دعاءه موجب لحلول الانتقام وقد يجوز أن يكون فيهم من يتوب.


قوله عز وجل: {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ} معنى ننجيك نلقيك على نجوة من الأرض، والنجوة المكان المرتفع وقوله تعالى {بِبَدَنِكَ} فيه وجهان:
أحدهما: يعني بجسدك من غير روح، قاله مجاهد.
الثاني: بدرعك، وكان له درع من حديد يعرف بها، قاله أبو صخر، وكان من تخلف من قوم فرعون ينكر غرقه.
وقرأ يزيد اليزيدي {نُنَجِّيكَ} بالحاء غير معجمة وحكاها علقمة عن ابن مسعود. أن يكون على ناحية من البحر حتى يراه بنو إسرائيل، وكان قصير أحمر كأنه ثور.
{لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ ءَايَةً} يعني لمن بعدك عبرة وموعظة.


قوله عز وجل: {وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ} فيه قولان:
أحدهما: أنه الشام وبيت المقدس، قاله قتادة.
الثاني: أنه مصر والشام: قاله الضحاك.
وفي قوله: {مُبَوَّأَ صِدْقٍ} تأويلان:
أحدهما: أنه كالصدق في الفضل.
والثاني: أنه تصدق به عليهم.
ويحتمل تأويلاً ثالثاً: أنه وعدهم إياه فكان وَعْدُه وعْد صدق.
{وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ} يعني وأحللنا لهم من الخيرات الطيبة.
{فَمَا اخْتَلَفُوا حَتَّى جَآءَهُمُ العِلْمُ} يعني أن بني إسرائيل ما اختلفوا أن محمداً نبي.
{حَتَّى جَآءَهُمُ الْعِلْمُ} وفيه وجهان:
أحدهما: حتى جاءهم محمد صلى الله عليه وسلم الذي كانوا يعلمون أنه نبي، وتقديره حتى جاءهم المعلوم، قاله ابن بحر وابن جرير الطبري.
والثاني: حتى جاءهم القرآن، قاله ابن زيد.

4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11